حول لسان
مهمتنا
لسان-ליסאן-Lissan هي منظمة غير ربحية تعمل بهدف تعزيز المساواة بين الجنسين والمساواة الاجتماعية في مدينة القدس. بالإضافة تطمح الجمعية إلى سد الفجوات بين شرقي وغربي القدس من خلال تعزيز العدالة اللغوية بين شطري المدينة. وذلك بواسطة تعزيز رؤية القدس كمدينة ثنائية اللغة، تتواجد فيها اللغتين العبرية والعربية فيها بشكل متساوٍ. من أجل تحقيق ذلك تقوم جمعية لسان بتقديم دروس عملية في اللغة العبرية لنساء من شرقي القدس. تبنى تلك الدروس بناءً على احتياجات النساء. على سبيل المثال توفر دوراتنا لهؤلاء النساء المهارات اللغوية اللازمة للتنقل بشكل مستقل في فضاء مدينة القدس والوصول إلى الموارد والحقوق والفرص للتقدم على الصعيدين الشخصي والمهني.
ما هو معنى لسان؟
لسان هو كلمة عربية تعني "لغة" أو "لسان" (مشابهة لكلمة "לשון" في العبرية). نحن نؤمن أن العدالة اللغوية هي جزء أساسي من خلق مجتمع محترم ومتساوي يسمح لجميع السكان بأن يكونوا أنفسهم الحقيقيين، يعيشوا حياتهم بحرية، ولديهم إمكانية معرفة حقوقهم وممارستها. اخترنا تسمية أنفسنا لسان لأنها تعكس رؤيتنا للقدس كمدينة ثنائية اللغة العبرية والعربية، ورسالتنا لتعزيز العدالة اللغوية والوصول المتساوي إلى الحقوق الأساسية لجميع سكان القدس.
قصتنا
في عام 2013، توجهن مجموعة من النساء اللواتي يسكن حي عيساوية في شرقي القدس إلى مجموعة من الطالبات الشابات من القدس الغربية بهدف البحث عن دروس في اللغة العبرية التي تتناسب مع احتياجاتهن الملحة كنساء يسكن في القدس. واجهت النساء من قرية العيساوية صعوبات في اللغة العبرية بشكل يومي يوميًا سواء كان ذلك أثناء تعاملهن مع البيروقراطية الإسرائيلية، والوصول إلى الخدمات الصحية، محاولة الاندماج في سوق العمل، اكتساب التعليم العالي، تلبية احتياجاتهن في مجال التجارة وممارسة الأنشطة الترفيهية في المدينة. كما أعربن أيضًا أن نقص القدرة على التحدث بالعبرية أثر بشكل سلبي على شعورهن بالثقة بالنفس وبالتالي جعلهن يعتمدن على الآخرين.
نتيجة لذلك، بدأنا في عقد لقاءات أسبوعية غير رسمية لتعليم وتعلم اللغة العبرية. لاقت تلك اللقاءات صدى بين المشتركات لذلك بدأنا في تجنيد المزيد من المعلمين المتطوعين وبالتعاون مع المركز الجماهيري في العيساوية تم إطلاق برنامج מדברות עברית- نساء يتحدثن العبريّة". حظي البرنامج بقبول بين النساء المقدسيات بالإضافة لوحظت زيادة اهتمام بتلك الأنشطة من قبل السكان في شرقي وغربي القدس. ما أدى إلى تأسيس جمعية "لسان" عام 2015.
منذ عشر سنوات، قامت جمعية “لسان" بتعليم اللغة العبرية وتقديم المعرفة اللغوية اللازمة للوصول إلى الخدمات الأساسية والفرص لآلاف النساء من شرقي القدس. لسان التي بدأت كفصل دراسي لـ 18 طالبة ومعلمتين متطوعتين اليوم تضم 67 مجموعة، مع أكثر من 1300 طالبة و60 معلمة سنويًا. بالإضافة تعقد دروس لسان في أكثر من 15 موقعًا في القدس، وأيضاً في النقب من أجل النساء البدويات اللواتي يواجهن أيضاً عدم معرفة بالعبرية. لدينا في لسان مجتمع يضم حوالي 60 معلمًا متطوعًا يهوديًا وفلسطينيًا، يعملون معًا من أجل هدف واحد وهو جعل القدس مكاناً أفضل من خلال العدالة اللغوية. "لسان" لديها شبكة تضم أكثر من 3000 خريج، الذين، بفضل مهارات اللغة العبرية التي اكتسبوها في دوراتنا، لديهم إمكانية أفضل للوصول إلى الحقوق والموارد والفرص، الأمر الذي يخلق واقعًا أفضل لهم و لعائلاتهم.
شرقي القدس و الحاجز اللغوي: خلفية حول القدس
في القدس، يعيش حاليًا أكثر من 984,500 شخص، يشكل اليهود حوالي 61% منهم والفلسطينيين حوالي 39% منهم. يعيش معظم الفلسطينيين في الجزء الشرقي من المدينة، تعاني الأحياء الفلسطينية من إهمال لسنوات عديدة من قبل السلطات المحلية. يمكن رؤية الفروق واضحة في نوعية الحياة والخدمات الأساسية بين شرق وغرب القدس. في السنوات الأخيرة، بدأت السلطات المحلية بتخصيص ميزانيات لتطوير شرقي القدس لكنها بالكاد أحدثت تطوير، لذلك ما زال الطريق طويل حتى يتم تقليل الفجوة بين شرقي وغربي المدينة.
مع بناء حاجز الفصل بين إسرائيل والضفة الغربية في عام 2002، تم فصل شرقي القدس، التي كانت حتى ذلك الحين تعتبر مركز ديني وثقافي واقتصادي لسكان المدن والبلدات والقرى الفلسطينية في الضفة الغربية (بما في ذلك رام الله وبيت لحم وغيرها)، عن الضفة الغربية. أدى ذلك إلى انهيار اقتصاد شرقي القدس، وقطع الروابط الاجتماعية والسياسية بينها وبين الضفة الغربية. أنشأ حاجز الفصل واقعًا جديداً على السكان الفلسطينيين من شرقي القدس. حيث كان عليهم اللجوء إلى غربي القدس لكسب لقمة عيشهم والوصول إلى الحقوق والخدمات الأساسية التي تقدم لهم. لكن الأمر ليس بتلك السهولة لأنهم فجأة أصبحوا بحاجة ملحة إلى اللغة العبرية للتنقل في حياتهم اليومية كالوصول إلى الرعاية الصحية، والخدمات الاجتماعية، والتعليم العالي، وفرص التوظيف والأعمال، وكذلك التجارة والترفيه. لكن حينها سكان شرقي القدس افتقروا معرفة اللغة العبرية وكنتيجة لذلك، ما زالوا يواجهون تحديات في الوصول إلى حقوقهم وفي التنقل في حياتهم اليومية.
وفقًا لدائرة الإحصاء المركزية في إسرائيل، 73% من النساء الفلسطينيات في القدس الشرقية لديهن مستوى ضعيف أو عدم معرفة باللغة العبرية. بالمقابل 28.7% من الرجال الفلسطينيين من شرقي القدس بنفس ذلك الحال. بفعل ذلك يصعب على النساء الفلسطينيات في القدس الشرقية التنقل بشكل مستقل في المدينة، مما يجعلهن يحتاجن إلى الاعتماد على أفراد العائلة الذكور للتنقل في حياتهن اليومية والوصول إلى حقوقهن والخدمات التي تقدم لهن. يرافق ذلك الحاجز اللغوي الخوف ونقص ثقة النساء بأنفسهن. بالإضافة إلى ذلك، وفقًا لمعهد القدس للسياسات والأبحاث، يشارك فقط 27٪ من النساء الفلسطينيات من القدس الشرقية في سوق العمل، مشيرات إلى نقص اللغة العبرية كواحدة من أكبر العقبات التي يوجهنها من أجل دمجهن في سوق العمل في مدينة القدس.
اللغة هي حق أساسي، والحاجز اللغوي في القدس يعمل في الاتجاهين. هناك نقص شديد في معرفة اللغة العربية في القدس الغربية، بما في ذلك بين الكوادر المهنية في البلدية ونظام الرعاية الصحية الذي يقدم خدمات للفلسطينيين بشكل يومي، مما يجعل الخدمات الأساسية والضرورية غير متاحة للفلسطينيين القاطنين في القدس الشرقية والذين يتحدثون اللغة العربية كلغة أم.
ما هي العدالة اللغوية؟
تم تطوير مفهوم العدالة اللغوية بهدف جعل الحقوق والموارد الأساسية، مثل الخدمات الطبية وخدمات البلدية، متاحة بلغات أخرى. في هذا السياق، يُستخدم المفهوم للتعبير عن أن عدم توفير هذه الخدمات بلغات أخرى ليس أمرًا عرضيًا ولا شفافًا، وأن هذا التوفر هو مفتاح لمجتمع عادل أكثر. الحق في أن تفهم وتُفهم، والتواصل بلغة تشعر بالراحة في التحدث بها، واستلام معلومات كاملة والوصول إلى حقوقك بغض النظر عن لغتك الأم. اللغة هي محور الهوية وأداة رئيسية للتواصل. لا يمكن أن يكون هناك عدالة بدون الاعتراف بأهمية اللغة.
في القدس، حيث يتحدث سكان المدينة العديد من اللغات وحوالي 39% منهم يتحدثون اللغة العربية كلغة أم، لكن في الواقع تقدم الخدمات الحكومية والبلدية والرعاية الصحية بشكل رئيسي باللغة العبرية، ومقدمو الخدمات لا يتحدثون العربية. تعزز "لسان" العدالة اللغوية من خلال توفير مهارات اللغة العبرية الأساسية لسكان شرق القدس ومساعدتهم في الوصول إلى حقوقهم الأساسية تقدم "لسان" أيضًا دورات في اللغة العربية للمجتمع اليهودي، بهدف إدخال المزيد من اللغة العربية في مجتمع الناطقين بالعبرية. بالإضافة إلى ذلك، نعمل مع بلدية القدس على زيادة الوعي بنقص العدالة اللغوية وتوفير دورات في اللغة العبرية في جميع أنحاء شرق القدس. هناك طريق طويلة ما زالت أمامنا نحو خلق مجتمع متنوع حيث يتاح التواصل باللغتين بشكل مريح للجميع.
نظرية التغيير
إذا قدمنا دورات لتعلم اللغة العبرية بأسعار مخفضة لنساء القدس الشرقية والتي تتلاءم مع ثقافتهن وتلبي احتياجاتهن، وإذا قمنا بمرافقة هذه الدورات بتقديم معلومات حول كيفية الوصول إلى الحقوق والتوظيف والتحضير الأكاديمي،
فإن المزيد من النساء سيكونن قادرات على التنقل بثقة في المجال العام في القدس، والوصول إلى الحقوق والموارد، وتحسين وضعهن الاجتماعي والاقتصادي، والعثور على عمل ومتابعة التعليم العالي.
إذا قمنا بإنشاء مجتمع مستقر من السكان اليهود والفلسطينيين في القدس يعملون معًا لتعزيز العدالة اللغوية
فإن سكان القدس سيكونون قادرين على التواصل والعمل معًا نحو قدس أكثر تكافؤًا.
إذا عكسنا للسلطات الواقع واحتياجات سكان القدس الشرقية،
فإنها ستقوم بتغيير السياسات والخدمات الحالية لتتناسب مع احتياجات سكان القدس الشرقية. سنعمل معًا لتقديم دورات تعلم اللغة العبرية بأسعار مخفضة في القدس الشرقية تلبي احتياجات السكان.
أهداف لسان
زيادة الاستقلالية والإلمام بين النساء الفلسطينيات من شرقي القدس فيما يتعلق بالوصول إلى الحقوق، والتوظيف، والتعليم، والتنقل في المدينة بفعل المهارات اللغوية التي تم اكتسابها في دورات اللغة العبرية العملية والمتاحة في لسان.
بناء مجتمع أكبر وأقوى وأكثر انخراطًا من اليهود والفلسطينيين يعملون معًا لتحقيق هدف مشترك هو تعزيز العدالة اللغوية في القدس، والسماح باللقاءات الإيجابية بين اليهود والفلسطينيين، وإيجاد مساحة آمنة لجميع أفراد المجتمع.
تكوين مجتمع من المعلمين المتمرسين في تدريس اللغة العبرية من النواحي الثقافية والتربوية، مع معرفة وفهم أفضل لشرقي القدس.
إنشاء مجموعة غنية وواسعة من المواد التعليمية التي تناسب الثقافة وذات الصلة موضوعياً للنساء الفلسطينيات في شرق القدس والمجموعات الأخرى التي تحتاج بشكل متزايد إلى تعلم اللغة العبرية. تطوير مواد تعليمية وتدريب المعلمين على تدريس اللغة العبرية في شرق القدس وفقًا لمبادئ وأدوات لسان الفريدة.
زيادة الوعي بواقع واحتياجات الفلسطينيين في شرق القدس بين السلطات ذات الصلة وصناع القرار على المستوى البلدي، والرغبة في تقديم التغيير والتحسين.
مبادئ عمل لسان
النشاط على مستوى أهلي
لسان هو مورد للأفراد الذين يسعون إلى اكتساب الكفاءة في اللغة العبرية للتقدم شخصيًا أو مهنيًا. عملنا هو نشاط أساسي ينبع من الاحتياجات ويستند إلى احتياجات الفلسطينيين من شرق القدس. توفر دوراتنا للمشاركين المهارات اللغوية الأساسية اللازمة للوصول بشكل مستقل إلى حقوقهم، وللتنقل في البيروقراطية، والوصول إلى الرعاية الصحية، والاندماج في سوق العمل والتعليم العالي. يتم إنشاء المحتوى بناءً على احتياجات طلابنا، مما يضمن تلقيهم للمفردات والقواعد اللغوية التي يحتاجونها للتنقل في حياتهم اليومية والتقدم شخصيًا ومهنيًا في القدس.
الارتباط بالقضايا الحالية
برامجنا ومحتوانا ذوي صلة ثقافيًا وموضوعيًا للجماهير المستهدفة. نقوم بتطوير مواد تعليمية خاصة بنا ومساحات دراسية لتلبية احتياجات طلابنا.
توفير مهارات التواصل
تقدم دورات لسان المفردات الأساسية ومهارات التواصل التي تخدم احتياجات طلابنا. يرتقي اتقان اللغة العبرية بوضع طلابنا شخصيًا وفي المجال العام، ويزيد من قدرتهم على الوصول بشكل مستقل إلى الحقوق والموارد الأساسية.
تكافؤ الفرص والوصول المالي
يدفع طلاب لسان رسوم تسجيل رمزية للمشاركة في دوراتنا. وهذا يجعل دوراتنا مالياً ميسرة بغض النظر عن الوضع الاقتصادي. لا يتم رفض مشارك أي شخص يرغب في التسجيل في دورات لسان بسبب عدم وجود موارد مالية.
التطوع في بيئة متعددة الثقافات
يتمحور عمل لسان حول مجتمع من المتطوعين. يختار المعلمون المتطوعون التبرع بوقتهم الثمين نظرًا لالتزامهم بمهمتنا وقيمنا. تُدرس فصول "نتكلم العبرية" بواسطة فريق مكون من شخصين من مجتمع المعلمين المتطوعين الناطقين بالعبرية الأصليين والناطقين بالعربية. يقدم المتطوعون وقتهم للتحدث مع الطلاب ومساعدتهم في تحسين مهاراتهم اللغوية. نقدم لجميع المعلمين المتطوعين تدريبًا وإثراءً ودعماً تربويًا مستمرًا.
تقديم التغيير على المستوى البلدي
على مدى العامين الماضيين، قامت لسان بتطوير شراكة مع جهات ذات صلة داخل البلدية. بهذه الطريقة، نحن قادرون على زيادة الوعي بواقع الحياة في شرقي القدس وتقديم الخدمات ذات الصلة التي ستؤدي إلى زيادة الوصول المتساوي إلى الحقوق والفرص للفلسطينيين في شرق القدس.